وأحب يوسف زيدان لما كتب عزازيل
(سطر شعري للشاعر الشاب عمرو حسن)
أنتهيت للتو من قراءة رواية عزازيل هذه الرواية المثيرة للإعجاب والجدل معاً ، وتعدُ عزازيل أول رواية أتطلع عليها ليوسف زيدان ، لكن هذا الإطلاع لم يكن بارداً ولكنه كان إطلاع مولع ومحاط بشغف بالغ جعلني اتبع أثر الرواية ذات الـ ٤٥٧ صفحة حتى سطر يوسف زيدان نقطة النهاية في الرق الـثلاثون
يوسف زيدان الذي يخاطب وجدانك الإنساني ويضع عصارة خبرته في الحياة في جمل في سياق الرواية
فيقول مثلاً "لا يجب أن نخجل من شئٍ فرض علينا مادمنا لم نقترفه"
يوسف زيدان متمكن من لغته بشكل لافت وواضح وجلي في الرواية ، وقادر على كتابة لغة بسيطة جميلة
ويظهر هذا في جملته التي مازلت عالقة في ذهني "وكان يسكب المحبة في قلوب من حوله"
هذا من حيث الشكل اما من حيث المضمون
فشخصية "هيبا" التي تبدو متناقضة ومأساوية راهبٌ فلتان لم يخلع رداء الحياة بعد ، فقد أبوه وأمه ، أبوه في حادث شديد المأسوية وأمه حينما أوشت بأبيه وتزوجت من قتلوه من المتطرفين بعد ذلك ، حاز على مكانة في الدير بينما كان يشكُ في عماده .. شاهد حبيبته التي أخرجته من عالم الرهبنة الى الوقوع في الخطيئة وتركته لأنه من جيش الأعداء الذين دخلوا مدينتها كالجراد فدمروا كل من هو أخضر تقتل ومعلمته ومعلمة الأرض التي انبهر بها وبعلمها يمزقها اتباع ديانته أمامه دون ان يستطيع ان يلتقط يدها حينما مدتها له ، نسطور راعي كنيسة العاصمة الذي كان يهون عليه الحياة وكان يسكن من شكوك نسطور في الديانة عزل وحرم من قبل كنيسة الاسكندرية التي كانت تعتبر نفسها ممثلة الإيمان القويم ويجب ان تحافظ عليه في العالم كله وغيرها مهرطق ، غزل هذه الشخصية الخيالية ذات السمات الشخصية الصعبة ، ليعبر منها الى سرد قصة حقيقية حدثت بالفعل في قرن من القرون لهو عمل حقاً مبدع .
اما من حيث الرسالة التي تركتها لي الرواية هي رسالة طويلة من أكثر من مقطع
مقطعها الأول "التاريخ يعيد نفسه وبشدة"
ومقطع ها الثاني "السياسة حينما تختلط بالدين فإنها تجعل منه مسخاً ، شئ يشبه الدين لكنه ليس ديناً"
مقطعها الأخير " الإيمان الذي هو التسليم الكامل لا يكتمل الا اذا وافق العقل والفطرة والمنطق ، وهؤلاء الثلاثة حماية للمؤمنين من الإرتداد والشك"
أخيراً يوسف زيدان .. أبدعت وأمتعت.
No comments:
Post a Comment