Tuesday, February 12, 2013

ماذا يحدث فى مصر؟

هناك أفكار واهية يرددها من ينتمون إلي جماعة الإخوان المسلمون أن يصدروها إلي الشعب المصري من أمثلتها : ( الرئيس المدني المنتخب _ العنف من جانب المتظاهرين) .

أولاً الرئيس المدني المنتخب : الرئيس مرسي جاء إلي رئاسة الجمهورية كما جاء هتلر كما جاء معظم الديكتاتوريين فى العالم بصندوق الإنتخابات من خلال إنتخابات مباشرة سرية (غير حرة) ..

 أما عن أنه مدني فهذه قصة يجب أن نوضحها لهم , يجب أن يقول أحد مفكريهم لرئيسهم الحقيقي ومبعوثهم فى الرئاسة أن المدنية ليست بدلة ترتدي أو أنه ليس أختفاء ممارسة الجيش للعملية السياسية أو أختفاءه عن السلطة الدولة العسكرية هي عقلية تكمن فى أن من يملك هذه العقلية يقدم " الحل الأمني الغاشم علي الحل السياسي العادل " وأن الرئيس المدني أو النظام المدني يجب ان يكون نظام يتعامل مع المشاكل علي أنها سياسية وأن يقدم ما يلزم لقيام هذه الدولة من عدم الإنحياز إلي أي من المواطنين أو الجماعات أو الأفراد علي حساب الأخر وحماية الأقليات السياسية والدينية والعرقية الموجودة فى الدولة هذه هي الدولة المدنية وليست البدلة المدنية ..

الرئيس مرسي يحفز الحلول الأمنية علي الحلول السياسية أو لا يجيد الحلول السياسية لأنني اعتقد أنه سياسي ضعيف زج به زجاً فى هذا المنصب من قبل جماعته التي لم تعرف توظيف أعضائه كالعادة بالإضافة أن الرئيس مرسي لم يحقق شئ من اساسيات إقامة الدولة المدنية فى مصر فهو منحاز إنحياز غير مقبول لجماعته وجماعة رجال الأعمال علي حساب باقي القوي السياسية وفقراء هذا الوطن لذلك فإنه رئيس بعقلية عسكرية ببدلة مدنية بذقن دينية ! 

أما عن عنف المتظاهرين فأحبُ أن أبدأ بلماذل نخرج علي الرئيس مرسي ولا نغير كما يغير العالم عبر الصناديق ومن هذا المنطلق سوف ندخل علي النقطة الكبيرة لماذا العنف ؟ 

عندما تنحدر الدولة المصرية في الملف الديمقراطي لهذه الدرجة , لدرجة أننا فقدنا الأمل فى البرلمان القادم بسبب أن السلطة القادمة أغلقت ملف الدستور بطريقة مهينة لمصر ومهينة لفكرة الدستور اي أنها وضعته بأعضاء ينتمون إلي تيار سياسي معين بمواد خلافية ما أكثرها ! وبطريقة فى الإستفتاء مليئة بالعيوب , ثم قانون الإنتخاب الذي يعده مجلس الشوري المنتخب من 7% من اعداد الناخبين الذي أنتخب علي أساس أستشاري وليس تشريعي به أكثر من 80% من تيار سياسي واحد 

بعد هذا الطرح وهذه الصورة التي وصلنا لها فأننا فقدنا الأمل فى دخول إنتخابات مجلس الشعب وقد فقدنا الثقة ايضاً فيه قبل أن يأتي بسبب الأسباب التي ذكرت سلفاً .

اما عن المؤسسة التفيذية فى مصر فأنها تدير البلاد إدارة سيئة للغاية فنحن نشعر بغياب كامل لمؤسسة الرئاسة والرئيس نفسه نشعر بعض الوقت بأنه يشاهد "من سيربح  المليون " , أما عن هشام قنديل فحدث ولا حرج فهو غير مشغول بشئ غير زيارة التحرير والحديث عن " نساء الريف " لن أحدثكم عن ترهل الوضع الإداري من خلال إدارة دكتور تحاليل طبية منصب إداري إلي رغبة تاجر بأن يصبح رئيس وزراء إلي أخره .

أما عن الحوار الوطني أو " الحمار الوطني " كما سماه الراحل جلال عامر , فأنه يأتي كحوارات مبارك والعسكر مسكن للألام يدخل فيه الرئيس ويقول لن نقيل الحكومة ولا النائب العام ثم يطالب المعارضة بأن لا يقدموا أي شروط للحوار .. يحاور ثم لا يفي بكل ما يقوله ويخرج من الحوار بقرارات عكس النتائج المتفق عليها فى الحوار مثال " الإعلان الدستوري" ثم يطلب من المعارضة عدم وضع شروط 

كل ماذكر سلفاً .. نزع أي منفذ للأمل عن الشباب فى تغيير النظام عبر الديمقراطية أو ان النظام سوف يصلح من نفسه فأتجه الشباب الثائر إلي التخلي عن الوقوف بجانب المعارضة إلي صفوف الثورة والشارع مرة أخري أصبح لديه يقين بأن الثورة هي السبيل وإسقاط النظام هو الحل الوحيد للأزمة نهينا عن سقوط شباب من زملائهم امامهم علي يدّ الشرطة خلال خطة الحل الأمني للمطالب المظاهرات والمتظاهرين , "وما زاد الطين بلة" بأن منذ ثلاث شهور لم يستجيب الرئيس لأي مطلب ثوري للمتظاهرين أو للمعارضة ككل ويمارس نفس ما كان يقوم به مبارك فى أقذر أيام حكمه حتي انني أصبحت أؤمن بما يقوله الشعب فى المظاهرات " أحلق دقنك بين عارك تلقي وشك وش مبارك " ليس فقط الوجه وإنما الفكر والمخ والعقل والممارسة هي ممارسة مبارك .

هذا التعنت وهذه الا مبالة التي تدار بها الدولة والأزمة والدماء التي سالت والمطالب المرفوضة للمتظاهرين منذ ثلاث شهور والحوار الفاشل والأنتخابات التي لن تسمن ولن تغني من جوع والتعامل الأمني المباركي جعل بعض الشباب يمارسون بعض ممارسات "الشغب" أمام الإتحادية وغيرها لأنهم أصبحوا فى درجة عالية من اليأس وفى درجة متقدمة من فقدان الأمن فى الحل السياسي وكره النظام الحالي الحاكم بالتأكيد أرفض تلك هذه المظاهر ولوكنت مكانهم من الممكن أنني أفعل هذا .

يجب أن ندرس مقولة العالم نيوتن " لكل فعل ردة فعل " جيداً ولنعلم أن تجاهل المطالب بالإضافة لإستشهاد أصدقائهم امامهم ( جيكا _ كريستي _ الجندي _ إلخ ) جرهم إلي هذا النفق المظلم من " الشغب من قبل المتظاهرين " كردة فعل علي ما يقام ضدهم من تجاهل وغطرسة مرساوية إخوانية .. أما العنف الحقيقي هي ما تستخدمه قوات الأمن منذ الذكري الثانية من الثورة حتي الأن السحل والخرطوش والقتل والقناصة وعد إحترام حرمة الجنازة فى "بورسعيد" هي العنف بعينه .. العنف عنف الدولة والشغب الذي يقوم به بعض اليائسين تتحمله أيضاً الدولة التي أوصلتهم إلي هذا النفق الذي لا يعلم غير الله متي وكيف نخرج منه ؟ 

No comments:

Post a Comment