إن الثورة في أي قطر عربي ضد الفساد لابد لكل عاقل من تأيدها ولابد من مؤازرتها مؤازرة كبيرة حتى تنجح مالم تتحول من ثورة إلى شئ أخر وقبل أن أدخل في الموضوع أحبُ أن أنوه أنني مع الثورة السورية وضد نظام الأسد قلباً وقالباً ومع الشعب السوري أيضاً ضد المتغطرسة المتعالية التي لا راضع لها - الكيان الصهيوني - المحتل وأُدين بكل شدة إنتهاك الحدود السورية القصف الذي ليس له مبرر على الحبيبة المكسورة سورية العروبة .
ولكن والوضع في سوريا تحول من ثورة شعبية إلى معركة طائفية , يسعى فيها السنة في الجهاد ضد العلوي بشار الأسد ويدعوا السنة في العالم كله إلى مناصرتهم حتى ولو كانوا من جبهة " النصرة " التابعة لتنظيم القاعدة حتى ولو كان هذا سيحمل سوريا مستقبلاً ما لا طاقة لها به , لم تعد ثورة شعب بجميع طوائفه وتنوعه ويعلم الجميع أن سوريا متنوعة دينياً وعقائدياً وسياسياً ضد حاكم مستبد ونظام قمعي ورئيس ديكتاتور وعالم مخابراتي خنيق! إذا وداعاً لفكرة الثورة وأهلاً بفكرة الجهاد السني ضد العلوي بشار هذا هو منهج الجيش الحر الأن .
لا شئ يبرر مطلقاً جرائم بشار المتتالية والمتعاقبة ضد الشعب السوري أو ضد الجيش الحر ولكن دعونا ندع النقاط فوق الحروف , الصراع لم يعد سوري سوري بين نظام الأسد وبين ثورة شعب أو حتى جهاد السنة ولكن صار صراع دولي تريد كل من الدول أولياء الأمور لكلا الطرفين سواء بشار و ( أيران - روسيا - الصين ) و الجيش الحر و ( امريكا - تركيا - انجلترا وأحيانا فرنسا) إذاً دعونا نقول ان ما يحدث أكبر مني ومنك ومن بشار ومن المعارضة ومن الجيش الحر ومن حتى الكتائب الجهادية هناك .
فتوقف الدماء هناك مرهون بإتفاق يعقد بين الدول ( أولياء الأمور ) من إيران حتى الولايات المتحدة مروراً بروسيا وتركيا والصين وبريطانيا , هذا فقط هو الطرف المخول له حلّ الأزمة السورية , لا تتحصروا ولا تحزنوا فمنذ متى ونحن نحل مشاكلنا دون أنتظار أولياء الأمور ؟ وهل هناك وحدة عربية وصوت وطني عربي واحد أم أن الوحدة والقومية مازالت تكفر وتلعن ؟ , يا سادة أننا صرنا نناشد أمريكا من منابر " المساجد " التدخل لحماية الشعب السوري , نعم لقد وصلت النكسة إلى هذا الحد .
وبناءاً عليه يجب أن ننسى بشار والمعارضة والجيش الحر وأي شئ , ونركز على الدول أولياء الأمور , إن إستطاعوا عقد إتفاقية تنفذ كل دولة منهم أجندتها الدولية بسلام , ليس فقط لمناقشة الأزمة في سوريا _كان بها _ سيتوقف إراقة الدماء ومن الممكن أيضاً أن يرحل الأسد أو تفشل الثورة لكن الأزمة ستنتهي باي شكل - انا لا أنجم - ولكن إذا تشاجر اولياء الأمور ولم يصلوا إلى اتفاق تنفذ فيه كل دولة أجندتها وتضمن دور لها وتضمن تسوية لبعض من أجندتها الدولية وتسوية المشاكل الأكثر سخونة كمشكلة - اميريكا و ايران -سيستمر الشعب السوري يُقتل ويسحل ويُعذب وتشتعل حرب الطائفية المغلفة بغلاف الثورة وسيبقى الحال على ما هو عليه , إذا عليك أيها العربي - الشقيق - أن تنتظر ماذا سيسفر عن لقاء أولياء الأمور بشأن المكسورة سوريا الغالية فأنت مسلوب الإرادة ومسلوب القرار لأنك لست متوحداً بل صرنا أعداء في بعض الأحيان , أنتظر أما التلفاز ماذا سيقرر لك الغرب في حربك الداخلية .
No comments:
Post a Comment