Thursday, July 25, 2013

مأساة في رابعة

مأساة حقيقية في رابعة العدوية , ليس في رابعة كمكان ولكن رابعة كحدث يشمل النهضة ومسيرات المحافظات وغيرها , هي مأساة في الحقيقة مركبة , مأساة في كيفية صنع العنف بل وكيفية ممارسته ؟ مأساة في عدم النظافة , ومأساة في إحتلال الأماكن العامة , مأساة في طريقة تفكير "الربعوية" ومأساة في إستخدام القيادات "محددي الأهداف" للأبرياء والشباب المندفع "المخدوع بأنه المجاهد الذي يتشوق للجنة " مأساة رابعة التي في إحتلال الميادين رغماً عن أنف أهل وساكني هذه الميادين , مأساة في تدنيس المساجد ! مأساة كبرى ومركبة .

أول مرة بالفعل أرى إعتصاماً يخطف ضابطاً ويعذبه ويستجوبه, وأول مرة أرى إعتصاماً مسلحاً بأسلحة آلية , ثم يتحدثون عن السلمية , وأنا أتفهم تحدثهم هذا عن السلمية فهم بالنسبة لجرائم الماضي التي لا تخفى على أحد (قتل السادات ومن قبله النقراشي والخازندار وبعد ذلك إقتحام مديرية أمن أسيوط وبعد ذلك حادثة الأقصر ) هم مازلوا سلمين حتى وإن وجد معهم سلاح أو حتى إن قتلوا شاب كان يشاهد " ماذا يحدث في رابعة ؟" وهو أسمه عمرو وكان يعول أمه المريضة وأبوه المريض وحتى لو قطعوا أظافر "سايس" هم مازالوا سلميين !! ولكن ليست السلمية التي أعرفها وتعرفها أنت أيضاً هم لا يعرفونها .. لأن الإغتيالات والقتل عندهم أسلوب حياة فإن قلوا من الإغتيالات والقتل تتحقق " السلمية الربعوية".

النظافة في رابعة والنهضة , تكمن في أن تشوه تمثال محمود مختار بصور مرسي وأن تقتحم حديقة الأورمان وتفسد مظهرها الجميل كإحدى اجمل حدائق الجيزة , النظافة تكمن في بناء دورات المياه تحت عمارات ساكني منطقة رابعة لكي يصعد إليهم الروائح الكريهة حتى قالت إحدى السيدات أن هناك حشرات غريبة بدأت ان تتصعد إلى منازلهم , كيف يكون هناك نظافة في مكان يذبح فيه المعتصمين "العجول" ويلقون مخلفاته في الأرض , ويلقون مخلفات أطعمتهم في الأرض دون تنظيف , رابعة التي وضع فيها المعتصمين "صنابير" للوضوء يندلع منها المياه على الأرض مما يفقد هذه المنطقة التي كانت نظيفة وهادئة مظهرها .

مدرسة عبد العزيز جاويش المدرسة الحكومية التي إحتلها الإرهاب , لا أعرف أي معتصم سلمي محترم يحول مدرسة "حكومية " وبل ودعني أكون صريح كيف يحتل معتصم محترم مدرسة حكومية ويضع على مداخلها العجول ويضع في داخلها "البطاطس" و"الطماطم" وأكل المعتصمين وفي ساحتها يوجد خيام للمعتصمين , أعتقد أن هذا تعدي واضح على الممتلكات العامة يحاكم عليه القانون ومن يقوم به ليس إلا إرهابي

منصة رابعة ومؤتمراتها الصحفية تجعلك تفقد أي نقطة تعاطف مع المعتصمين هناك فالمنصة يعتليها كل إرهابي أو كل سياسي لقيط ليس له وزن في الساحة السياسية , تخرج منها تهديدات لمعارضين الإخوان وتخرج منها تهديدات للقوات المسلحة وتخرج منها أعمال فيها أبتزال ضد أشخاص عسكريين ومدنيين وفكر معتصمي رابعة أنفسهم ينحصر في جملة أحدى نسائهم " هو ينفع بابا المسيحين يعزل حاكم مسلم ؟ " انا لا أرى رد إلا ان أقول " لاحول ولا قوة إلا بالله" إستطاعوا ان يمحوا عقولهم لدرجة أن يختصروا خروج 33 مليون على المسيحين وأن يختصروا مشاركة البرادعي والسيسي وبدر وممثل حزب النور وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف في البابا تواضروس , لأن هذه ضالتهم التي يعولون عليها أن يخلقوا حرب طائفية لكي يفوزوا في النهاية ولا بعرفون ان الشعب المصري متطرف في حب بعضه البعض , انا أدعي الله أن يفتح عقولهم وأن ينورهم ان الشعب المصري بإرادته هو من لفظهم وأن إشارة رابعة لن تحكم مصر .

المشكلة ان المتظاهرين المستعديين للتضحية والموت لا يعرفون وغير مقتنعون أن القيادات غير مستعدة للموت ولا حتى للجرح ولا لتعريض أولادهم لذلك ولكنهم يتخذون من هؤلاء الأبرياء مطية لكي يصلوا إلى بعض الموائمات السياسية مع السلطة الحالية ولا يعرفوا ان القيادات يصنعون منهم إرهابيين يعادون المجتمع ويرهبوه وأعتقد أن القانون لا يحمي المغفلين ولا الشعب سيبرر لكم انكم أرهبتموه ولن يقول أنكم مغرر بكم ولكن سيواجهكم وستكونوا أنتم ضحية إرهابكم .

مأساة رابعة لا يمكن أن تنتهي في مقال لأنه لا يوجد وصف لمأساة في الدنيا أنتهى في مقال , فما بالك بانك تواجه مأساة مركبة في الفكر واستخدام السلاح والعنف والإرهاب وضف كلمات كما شئت , انا لا أملك إلا أن أدعي أن يهديهم الله كما هدى الراقصة رابعة العدوية ! 

No comments:

Post a Comment