Monday, March 31, 2014

نحن وهم وحوار بين الدين والسياسة .



أوعى حد يقولك لا دين في السياسة ، ده عدم إيمان بالله .. اسمع هذه الجملة من أفواه كثير ممن أعرفهم ولا ارى ان بيني وبينها اي خلاف او خصام فأنا اعلم ان ديني كامل مكمل ، ديني هو كتاب الله تعالى الذي بدأ في اول سورة بعد فاتحة الكتاب بأية "ذلك الكتاب لا ريب فيه" ولا ريب في الدين ايضا هو الدين الخاتم والرسول المتمم لرسالة الاسلام التي بدأت منذ آدم عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وموسى وعيسى عليهما السلام ثم محمد صلى الله عليه وسلم 

ولكن لدي بعض التساؤلات الهامة : لماذا قصد هذا المتحدث ان يقول "أوعى حد يقولك مفيش دين في السياسة" لماذا لم يقل "أوعى حد يقولك مفيش دين في الأخلاق" او في الاقتصاد او في التجارة؟ الإجابة التي استطعت بعد تحليل ان اجدها هي انه يسخر هذا القول الحق لمنفعة سياسية لا اكثر ولا اقل . 

معنى تطبيق الشريعة عند الاخوان المسلمون ومن ولاهم ومن يسير على خطاهم وعند كتيبة تجار الدين الذي سموا أنفسهم تيار إسلامي وكأننا جميعا غير مسلمين مبتورة وغير صحيحة حيث اننا لم نسمع الا آراءهم في السياسة والحدود ولكن لم نسمع شخص يتحدث عن منظور الحياة في عين الاسلام .. والتحليل الوحيد لهذا لانه من الأصل لا يشغل باله الا الوصول للحكم وفي هذا الطريق يسخر الدين حتى يكون وسيلة بوصوله الى الحكم (سنتطرق الى كيف يخالفونه بعد الوصول فيما بعد ) 

تسمع منهم العجب العجاب يا أخينا يخاطبوننا وكأننا من دراويش المصطبة الذين يسحرون عقولهم حيث يقولون "التطبيق الفوري للإسلام سيعقبه نهضة شاملة للأمة " ، اما الحكاية ان حسب المنطق والعقل: بعد ان يصبح المجتمع خالي من الرشوة والتحرش والجهل والفساد والاستبداد والسرقة وقلت الضمير ويعود العدل والإحسان والأخلاق يكون هنا الاسلام قد طبق .. فالغاية هي ان نطبق نموذج الاسلام وليست هي الوسيلة إطلاقا .. فمثلا عندما تطبق قوانين الإصلاح الزراعي فأنت تبني نظاما اجتماعيا ولكن لا يطبق العالم النظام الاجتماعي فيصبح في اليوم التالي الإصلاح الزراعي والحد الادنى والاقصى للأجور والتأمين الصحي موجود .. وهذا جلي وواضح لأي شخص قادر على التوقف عن استخدام عاطفته في السياسة ويستخدم عقله ومنطقه. 

ثم اننا من الأصل لدينا اختلاف عميق معهم هم يريدون بانتخابات رئاسية ينافس فيه الشيخ الظواهري الشيخ عصام عبد الماجد والشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل وكأننا منتخب مجلس إدارة جمعية خيرية او شيخ زاوية .. ويريدون في البرلمان منافسة بين الشيخ برهامي والشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ صفوت حجازي ..هم يرون ان فصل رجال الدين عن السياسة هي كفر بواح لانها عَلمانية ، مع العلم انهم لا يعرفون للعلمانية الا انها فصل الدين عن السياسة رغم ان لها عدة صور أكثرها تطرفا "فصل الدين عن الدنيا" ثم في بعض التجارب "فصل الدين عن الدولة" ثم في الحالة التي اتحدث عليها "رفع سلطة رجال الدين عن الادارة السياسية" واعتقد انه التعريف الأخير يحمل وجاهة في الفكرة حيث ان الشيخ لا يصنف الذي أمامه الا انه مؤمن او كافر ولا ينظر الا الاخر الغير مسلم باعتباره مواطن مثله مثله بل يعامله كشخص من ديانة اخرى قد أعامله بإحسان حسب ما يقتضيه ديني ، اما السياسي الرئيس ينظر للجميع انهم مواطنين وان هناك قانون وان هناك دستور وحقوق وواجبات جميعنا سواسية أمامها ، الشيخ لا يعرف في مناقشاته الا "ابيض" و"اسود" بينما السياسة هي في الجزء الرمادي تقوم على مجموعة من الحوارات والمناقشات والاتفاقات والموائمات ، فمن الأفضل كما قال الامام متولي الشعراوي ان يصل الدين الى أهل السياسة (ليديروا بما يرضي الله) ولا يصل أهل الدين للسياسة لان التجربة والتاريخ  
نبذوا تدخل تدخل رجال الدين في السياسة . 

ومع ذلك وبعد ان وصلت جماعة متحدثة باسم الدين فشلت لانها اصلا لا تتحدث باسم الدين عملاً بتعاليمه بها بل متاجرة به لمكاسب سياسية ضخمة ترتكب مجموعة محرمات تبدأ من انها تتاجر بالدين لغرض سياسي وتتدرج الى انها تتلاعب بمشاعر المواطنين الدينية وتنتهي بأنها خائنة للاتفاقات ناكرة لدور الاقليات السياسية والدينية فاشلة ادارية تجعل من الفشلة الذين يتبعوها (إداريون في مناصب عليا) وتخرج من ضد منهجها من الادارة والحكم ونسوا ان الاسلام اول من أنكر ذلك وأول من نادى بالكفاءة في تولي المناصب ، ثم بعد ان تترك السلطة تتنكر لمقصد من مقاصد الاسلام الخمسة"حفظ الدم" وتلقي بأعضائها في التهلكة بدعوتهم لمواجهة المجتمع والدولة مما يهدد حياتهم للخطر وتحارب الدولة فتقتل العاطل بالباطل وتصبح الدماء مستباحة والفوضى عارمة .  

الدين كامل ولكن كامل للحياة يتدخل بقدر وضع إطار عام لسياسة الدولة ولكن يكون هناك إطار ايضا "لانتم اعلم بشئون دنياكم " ويكون قد تم تطبيقه بعدما ينقرض الجهل والبطالة والمرض والتحرش والرشوة والسرقة والقتل وغياب الضمير .. علموا هذا الشعب وارفعوا عنه الجهل والبطالة وهو سيقرأ القران والسنة وسيطبق الشريعة في بيته وعلى أهله وسيكون لديه ضمير وعفيف وصادق ونظيف اليد مسلم حقاً سيعلم ان الاسلام في العدل والحق والمساوة وليس فقط في السواك والجلباب القصير، لقد تعبنا من الظواهر ونريد ان نخوض معركة مع مضمون حياة الناس . 

No comments:

Post a Comment