في الفترة الاخيرة انحسر الحديث عن المنطق ، وقلت مساحة الاختلاف .. فالحديث عن المنطق في عالم غير منطقي ضرب من الجنون ، والحديث عن الاختلاف في ظل رؤية البعض له بأنه يفرق الشمل الملموم خيانة .. هذه هي شهورنا التي عشنا أحداثها بعد ثورة يونيو .
بداية من تسلم الأيادي ..إلى طلب كاتبة الزواج من المشير (لو غمز بعنيه) الى قصيدة "نسائنا حلبة بنجمك" اشعر اننا في حضرت عريس جاي يخطب ام الدنيا التي أغرته بحسنها وليس في حضرت مرشح لرئاسة مصر .
وبنائا عليه انحسر الحديث السياسي الا من رحم ربي ، وبدأنا في حديث العشق التي ابدع البعض في وصف العريس (المرشح) بها وتنافس رجال الاعلام والسياسة والفن وعموم حزب الكنبة وآخرين في وصف المشير بها .. فليس لنا ان نتحدث عن شكل البدلة التي اعلن فيها المشير ترشحه فهذا درب من الوقاحة ، المشير يعمل اللي هو عاوزه .. وحديثنا عن انه من غير اللائق تواجد المتحدث العسكري في حملة المشير نظر إليك الشخص المؤيد نظرة تخبرك عن وضاعتك لأنك تمسك في هذه الصغائر ..
تجمدت ألسنت الناس عند جملة " المشير أنقذنا من الاخوان" وتنحى الحديث عن الديمقراطية والحريات وتداول السلطة ومستقبل المحبوسين ظلما والعدالة الاجتماعية والسياسات الخارجية وغيرها كفى بنعمة إنقاذنا من الاخوان ، نسوا بأنهم هو الذين أنقذونا وأنقذوا أنفسهم وأنقذوا المشير ومصر من الإخوان ولولاهم لما فعل شئ في ٣ يوليو ..
وصلنا الى المرحلة الصعبة جداً وهي ان حملة المشير قررت انها لن تعد برنامجا ، وتوالت ايضا الترحيبات الدولة لا تحتمل السفسطة والنقاشات والجدالات من هذا الغبي الذي لا يثق في قدرة المشير في حل مشاكل البلد .. البرنامج ده للناس التي تريد الحصول على أصوات الجماهير ليست لسيادة المواطن الذي يمتلك جمهور دون ان يترشح .. والله انه الحب يا اخي (مرايته عامية) زي ما قلولنا
تسقط السياسة او تموت .. فماذا فعلت لنا الكلمات والمناظرات والندوات والحديث عن الديمقراطية والحريات كل هذا كلام فارغ ..
السؤال الذي لو لم أطرحه سأموت "كيف لثوري في الدنيا السماح لنفسه بالتوقيع على بياض لشخص مهما ان كان اسمه؟" هل علمتنا الثورة اسقاط الفراعنة ام صنعهم؟ الم تهتفون جميعا " اللي ماتوا علمونا مفيش فراعنة يحكمونا"؟ انا لم يثير استغرابي في مسألة قبول انتخاب مرشح دون عقد مسبق لا من هؤلاء الذين سُحرت قلوبهم من لغة المشير العاطفية من جموع حزب الكنبة ولا باقية نظام المخلوع .. أنتم من أسعى لافهم موقفكم.
No comments:
Post a Comment