Sunday, May 18, 2014

هكذا دخلت الى السياسة

سوف أقول لهم وقامتي تناطح السحاب ، هكذا اخترت .. سأقف بين يديهم متهما وهم قضاة .. سأقف امام أولادي في المستقبل البعيد لأقول لهم هكذا دخلت الى السياسة وهكذا مارستها ..هكذا كنت أراكم في كل خطوة امشيها ، هيا يا أولادي أحكي لكم كيف دخلت الى السياسة .. 

كنت في الصف الثاني الإعدادي .. حين خرج المصريون كالبركان يعلنون فيه ان فرعونا سيكون قريبا في السجن ، كنت سعيدا ان ارى شعبي يمارس حقه يدافع عن وطنه بعدما أكل عظمه الفساد وأفسد أجوائه الاستبداد .. وطني ووطنكم الذي كان الفقير فيه لا نصيب له من ثروة المحروسة التي كانت تذهب لشلة زواج السلطة من رأس المال فأنجبوا كائنا مشوها وهو الفساد .. بعدها هتفنا مفيش ظلم تاني مفيش استبداد تاني .. وظل الجماهير يغنون "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" ومن هنا دخلت الى السياسة احمل هتاف المصريين في قلبي انتظر اليوم الذي يترجم فيه الى واقع .. احفظ وجوه من ماتوا من اجله املاً في ان نذهب الى قبورهم ونقول لهم ان مصر أصبحت من الدول التي تحارب الفساد .. البطالة في تناقص ملحوظ ومستوى الخدمات مرتفع المجتمع المدني قوي وأحزاب تتنافس ببرامج تقدمية ... 

لكن ولأننا كنا حديثي الممارسة السياسية .. لم نشكل حكومة تمثلنا ولم نختار لنا قائد ولم نعد برنامجا للثورة .. وكذلك تكالب البعض على السلطة باسم الثورة ، وظهرت جماعات نفعية كان ابرزها جماعة الإخوان .. ولم يحمل المجلس العسكري امانت الثورة .. ولم نسعى نحن لكي نأخذ مكان الإخوان عند المجلس العسكري الذي أدار مصر بعد ثورة يناير المجيدة ، ثم توالت أخطائه حتى أصبحنا بعد احداث محمد محمود "من الممكن ان تجدها بالنت" في الطرف الثاني للمجلس العسكري وناضلنا ضد الاخوان والمجلس العسكري في وقت واحد .. 

تسلم الاخوان السلطة بعد تحالف ما مع المجلس العسكري ، جائوا برئيس يرئسه المرشد ومشروع واحد فقط هو التمكين الذي كانوا يفعلوه بنهم ، وكانت سنة مقيتة مرت على مصر في عهد محمد مرسي العياط ، كنت اسمع يوميا عن خطف ناشط منهم سياسيون معروفون .. لن احكي لك عن احداث الاتحادية ومكتب الإرشاد فعد لهم في الشبكة العنكبوتية .. ولن أقول لك مدى التبعية التي وصلنا لها في عهدهم .. فلعلك عرفت عن الأزمة في سوريا حينها اعلن مرسي مقاطعة نظام الأسد بعد ان قررت امريكا ضربه بيوم واحد ، في حين انه لم يتخذ هذا القرار من شهور كان فيها رئيساً لن أقص عليك فضيحة إرسال رسالة الى رئيس الكيان الصهيوني يقول له "صديقي الوفي " من الممكن ان تقرأ عن عدم أهلية مرسي في الحكم عقد لقاء سري يرتبط بالأمن المائي الذي هو جزء من الامن القومي المصري على الهواء ، ولعلك علمت انه اتخذ قرار في التاسعة مساءا ولغاه في الثانية صباحا .. ثورنا عليه في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وبعد ان كرهه الشعب بأغلبية كاسحة واضحة ورفضته جميع مؤسسات الدولة وسحب جميع الأحزاب السياسية منه الثقة تدخل رجل يسمى المشير السيسي ليلقي بيانا يحسم فيه الامر للشعب ومعه لفيف من القوى الشبابية والثورية وقيادات دينية وحربية .. أيدت هذا بشدة وما لحقه من إجراءات اختلفت مع بعضها  ووافقت على بعضه .. 

دعني أقول لك انني لم أكن للأسف مناضلا من الصفوف الاولى ولم أشارك في معركة من المعارك الثورية للأسف كنت مغتربا خارج حدود الوطن وكنت صغيرا في السن ، اتخذت طريق التدوين والكتابة نصرتا للثورة ولكني لا ادعي بطولة لم أقوم بها . 

اعلم انني أطلت عليكم يا أولادي ، ولكن تحملوني أرجوكم .. حدثت انتخابات رئاسية في ٢٠١٢ و٢٠١٤ ولم أكن قد أتممت عامي الثمانية عشر لكي أشارك بها ، ولكنني كنت فاعلاً في دعم مرشح معين يعبر عن أفكاري وفي ٢٠١٢ احترت بين اكثر من مرشح ولكنني استقريت على دعم شخص من الثورة وهو مناضل سياسي فريد في تاريخ السياسية في مصر من السبعينات ، اخترت حمدين لاني شعرت بصدقه وان كلامه نابعا من قلبه ولان برنامجه ناتجا عن نضاله ولأنه من شارع الثورة 

اما في ٢٠١٤ حمدين صباحي دخل امام السيسي هذا القائد الذي قرأ بيان إعلاء كلمة الشعب في الثورة على نظام الاخوان الفاشل ، كنت محتار في البداية ولكن حسمت امري سريعا وهو اختيار حمدين كنت اشعر ان رؤيته تتناسب مع أحلامي لمصر ، نعم يا أبنائي احلموا لمصر انها تستحق ان نحلم ونعمل من اجلها ، ورئيته واثقا من نفسه شديد الفخر بتاريخه لديه رؤية ومشروع واضحين كان اهم ما يميزه في هذه الانتخابات انه كان مدنياً ومن قلب ثورة يناير ويونيو معا وعاملا أساسيا فيهما .. اما المرشح الاخر كان لا يملك برنامجا ولم يكن واضح المعالم وكانت رؤيته وسياساته مبهمة لا اعرف اذا ما كان لا يعرف ان يعبر عن أفكاره او انه لا يحمل أفكارا او انه لا يريد ان يقطع على نفسه وعودا انتخابية ، كنت لا ارى فيه أحلامي لمستقبل ناجح لمصر .. انا احكي لكم قصة الانتخابات حتى أخبركم أنني أبدا لم اختار فاسدا ولا منافقا ولا شخص غير واضحا كنت اختار من ارى فيه مستقبل افضل لكم ولمصر كنت اختار من هو اقرب لتحقيق الديمقراطية والعدل الاجتماعي ، من يرى ان قضيته الفقر والفساد أملا في الا ترثوا هذا الفساد وهذا الفقر من بعدنا  

هذا ما أردت ان أخبركم به اليوم وفي فرصة اخرى نتحدث عن ما حدث بعد ذلك نتحدث عن باقي حياتي مع السياسة . 

هذا الحديث اريد ان انقله لذريتي من بعدي .. ولهذا فإن كل قرار اتخذه يصب في ان اكون مصدر فخر لنفسي ولمن يحمل اسمي من بعدي ، حتى يعلموا اننا لم نرضى بالظلم وحاولنا ان نقاومه ولم نورثه لكم .. اعمل على تجهيز نفسي ان أقول لهم عندما يسألوننا أين كُنْتُمْ ، ان أرد وأقول كنا نقاوم على قدر استطاعتنا وعندما دعونا للاختيار اخترنا من تراه ضمائرنا افصل لمستقبكم 

No comments:

Post a Comment