Thursday, June 5, 2014

شكرًا باسم يوسف

وداعاً باسم يوسف ، تودع الشاشة المصرية ظاهرة موهوبة للغاية أضاف بشكل مؤثر في السخرية السياسية مستخدما موهبة أعطاه الله إياها وخفة الدم المتوفرة بشدة لدى الشعب المصري .. وكان باسم يوسف ضحية من ضحايا المشهد السياسي الحالي .. ولو انني لن اتهم احد بالتدخل لمنع باسم يوسف لان الرجل بنفسه قال "انا مش قادر اديك " ولأنني لا احب الظن فإن بعض الظن إثم سأحاول تحيليل قرار باسم وفق ما توصل اليه عقلي من واقع مصر السياسي والإجتماعي .. 

المشكلة الاول التي وقع فيها باسم هي جمهوره الذي انقسم بعدما انتهينا من اسقاط نظام الاخوان المسلمين الى قسمين كلاهما يحمل برنامج البرنامج مالا طاقة له به .. الطرف الاول هم شباب الثورة والمختلفين مع النظام الحالي وهم الذين وضعوا عليه أحلامهم الطفولية في الانتقام من خصومهم السياسين وضرب مضاجع الإعلاميين الذين يختلفون معهم ،اما الطرف الثاني فهم الكتلة التي تعلن بأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وتعبر كل سخرية من باسم على شخص المشير سخريتا من الجيش الذين ظنوا ان برنامجا ساخرا مدته ساعة أسبوعيا وسط مئات برامج "التوك شوز"  تمجد في شخص المشير وتساند النظام من الممكن ان يسقط الدولة فحين اننا لم نرى دولة سقطت من برنامج مدته ٤٨ ساعة سنويا .. هؤلاء الذين خلقوا حالة من الفاشية بإسم الاصطفاف الوطني وخلقوا حالة من الصدام والعداء ضد اي رأي اخر وصوت اخر حملوا باسم ايضا مالا طاقة له به .. حيث انه أكد ويؤكد انه برنامجا "للضحك" وكسر حالة الكآبة التي تسيطر على المجتمع ليس برنامجا اخباريا او برنامج معارضا ولا يقود المجتمع او يوجه الى فعل شئ! 

المشكلة الثانية هم الملكيون اكثر من الملك الذي حاربوا السخرية بالحشد امام "راديو" وحاربوا النكتة ببلاغات للنيابة العامة هم الذين قالوا لباسم لا مكان لك في مصر ولن تفتح قناة لك أبوبها وكأنهم لم يتفقوا على شئ قدر اتفاقهم على اخراس هذا الصوت المغاير وهذا اللون البعيد عن ثنائية النمطيون "الأبيض والأسود" فسكت باسم يوسف مرة باسم الأخلاق والثواب والأخرى خدمة من خدام الملك المتطوعين لجلالته من الممكن حتى دون ان يطلب .

اذا وداعا باسم يوسف كنت ليس فقط استكمال لسخرية المصريين من حكامهم التي تشهد عليها حوائط الأماكن الفرعونية .. ولكنك كنت طفرة اعتقد انها لن تتوقف عندك ، لا أستطيع لومك إطلاقا فلكل انسان قدرته على الثبات ولكل شخص قدرته على احتمال المواجهة .. ولان أسباب التوقف لم تعطيها لنا بقولك "انا مش قادر اديك" فأنه لا يستطيع احد يلومك على أسباب لا نعلمها يبدوا انها قوية لدرجة انها أوقفت مسيرتك . 

شكرًا باسم يوسف على لثالث سنوات من البسمة ثلاث سنوات من محاولت تغيير الواقع الأليم نتيجة الاحداث السياسية السيئة الى وجبة دسمة من السخرية السياسية بخفت دم وموهبة يجب ان ستجد لله شكرًا عليها .. حتى لو لم يتسع صدر الشعب "ابن النكتة" والدولة الفتية لبرنامجك الساخر . 

No comments:

Post a Comment