Friday, October 10, 2014

كفاية عَكْ



وتستمر مصر الدولة في السير في طريق اللا منطق وخلق مشاكل لا داعي لها وارتكاب مهازل لا يمكن السكوت عليها ، لعل ابرز ذلك العملية التعليمية برمتها ومشاكلها المزمنة التي أظن انها لن تحل الا من عند الله عزوجل واليه المشتكى ومنه الفرج ، ولكن هناك كارثة بكل المقاييس في المراحل العلمية جميعها وهي كتاب التاريخ ، الذي لو قرأته فأنت لديك كم من المعلومات المغلوطة كبير للغاية ، فثورة يناير مثلا في كتاب ٦ ابتدائي أسبابها غير أسباب نفس هذه الثورة في كتاب الصف الثالث الإعدادي .. وهلُم جرة 

ولكن ترى العجب العجاب يا مؤمن حينما تسمع عن ان ثورة يناير تم التأريخ لها وهي في المرحلة الانتقالية ، وثورة يونيو يؤرخ لها وهي لم تنجز كافة إستحقاقات خارطة المستقبل ، وكأن مفهوم التاريخ الذي نعرفه لا يعرفوه .. وكأن التاريخ ليس هي مجموعة الأحداث والوقائع التي حدثت في الماضي .. ولكنه عند وزارة التربية والتعليم المصرية هي الأحداث التي مازلنا نعيشها او نعيش توابعها حتى الأن .. 

لست معترضاً بشكل كبير على اسماء او صور الشخصيات الموضوعة ولكن معترض على مسألة اختزال المجهود الشعبي والسياسي الكبير خلال عام وزروته في ٣٠ يونيو وما تبعها من ايام في أشخاص مهما ان كان دورهم وهو غير منكر على اي حال وفتح الباب امام باقي الشخصيات التي مارست دوراً قيادياً وواسعاً على المطالبة بحقهم في ذكر الأسماء ، ليس هذا وحسب ولكن الإعتراض الأساسي هو التأريخ لحدث مازالت توابعه تُعاش قبل أن يهدأ ويضع ثماره لنعرف بعد ذلك اذا كان الحدث نجح بشكل كامل ام تعرض لعراقيل وما هي إنجازاته وهذا كله لا يمكن ان يُعرف بعد سنة وعدة شهور من الحدث ولكن بعض عقود من الزمن لكي يكون التأريخ دقيق ، ويبقى الطالب مشتت ومشوش نتيجة التأريخ لحدث لم يمر عليه الا عام ومازلنا نعيشه ولم نكمله . 

الم يكن جديراً بوزارة التربية والتعليم ان تعمل على توثيق دقيق للحروب المصرية على مر الصراع العربي - الإسرائيلي توثيقاً دقيقاً من مصادره ؟! ألم يكن جديراً بها ان تزيل كمية الحشو والتكرار اللذان يملئان الكتب ؟! ام انه على الطالب المصري ان يتحمل مزيدا من الحشو غير المفيد من حيث المعلومات وغير الدقيق ؟! لدينا مشاكل كثيرة في التوثيق لتاريخنا وكيفية تدريسه كان حلها افضل من اضافة جمل ادبية من وجهة نظر مؤلف الكتاب لحدث لم ينتهي ونسميه تاريخاً . 

لن اعلق كثيراً على ما حدث بحلقة محمود بدر مع الإعلامي وائل الإبراشي ولن اتحدث عن أسلوب حوار المصاطب والطريقة الطفولية التي تحدث بها بعض الناس وهي تنحصر في (إشمعنا هُما انا فين؟! )  ولكن أود أن أنبه ان وعي المصريين والشباب في خطر وان مصر تعيش حالة من تصعيد مجموعة من الهاموش لكي يصبحوا نخبة بينما النخبة الحقيقية توارت مع كمية العك الإعلامي والعك العام في جميع المستويات.. 

No comments:

Post a Comment