Thursday, November 6, 2014

لكي تندثر (داعش) : أقتل الداعشي اللي جواك

للأسف يعيش بيننا اليوم دواعش بلا سلاح بعدد كبير للغاية , هؤلاء الذين يملكون أفكاراً تُمهد الطريق إلى حمل السلاح , خطرهم كبير ومواجة أفكارهم وكشفها خطوة على طريق مواجهة حملة السلاح ومنعاً لإمدادات بشرية جديدة لهم ورفعاً عن أي شرعية للأفكار الذين يمارسون العنف لأجلها فمن يرى منكم في نفسه أنه لديه بعض الإعتقادات والأفكار التي أدت وتؤدي إلى داعش فليقتلها وبهذا فإنه يكون شارك في الحرب على داعش . 

نرى من حولنا هؤلاء القضاة بإسم الله التي لا تقبل أحكامهم نقضاً ولا طعناً ولا إستئنافاً حتى أن أحكامهم لا تعترف برحمة أو شفقة , هؤلاء همُ الذين ظنوا ان صحائفهم أبيض من الحليب وأنهم أوصياء على الناس فيقولوا هذا مطيعٌ وهذا عاص وهذا مؤمن وهذا كافر ونسوا أن حق الحكم على الناس - في إيمانهم أعمالهم - حصري لله عزوجل مالك الملك الرحمن الرحيم ولم يسمعوا إلى قول عيسى الكليم إلى ربه في القرأن الكريم " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم" وهو نبي منزل من عند الله ترك الحكم لله , بل وأنهم لم يسمعوا عن هذا الأشعث الأغبر الذي لو أقسم على الله لأبره , يحكموا على الناس بما يظهر لهم ولا يعرفون ما يمكن أن يكون هؤلاء الناس بذلوا من أجل الله عزوجل ومن أجل دين الله عزوجل , هؤلاء وصلوا إلى درجة من الكبر لو تعلمون عظيمة فلو علموا أن لكل من أخطاؤه الذي لولا هذا الغطاء الرباني المسمى " بالستر" لوقفنا والعرق ينزل منا كشخص يقف تحت إشاعة الشمس في إحدى الدول المدارية أو الإستوائية خجلاً فكلُ ابن أدم خطاء وخطاء هنا للمبالغة بكثرة الخطأ , فهل يتوقف هؤلاء عن محاكمة الناس وأن يدعوا الخلق للخالق ؟! 

اما العينة الأخرى هي العينة التي تقاتل من أجل نماذج لا مبادئ , هذه التي تنصب عزاءاً حزناً على الخلافة الضائعة ولكنها لا تنصب عزاءاً على العدل الضائع حتى في سنين الخلافة وتعتبرها الجنة التي لن نهنأ إلا بها , وإذا قصصت لهم قصتاً من القصص المأسوية التي حدثت في عصور الخلافة وحال العرب المزري خاصة في وقت الخلافة العثمانية سيردوا بأنه يكفي أنها كانت تجمع المسلمون ويفرحتنا حين يتجمع المسلمون في إطار معين دون مبادئ واضحة ويفرحتنا أن يتجمع المسلمون على باطل ويكون حالهم هو أسوء من حالهم وقت الفرقة , نرى شباباً يلقي بحياته في سبيل الخلافة وآخرون على وشك وقسم أخير يتغنى بها ولم نرى من هم يلقوا بأنفسهم في سبيل ( المساواة وتكافؤ الفرص وتحقيق العدل الإجتماعي والحرية والنهوض العلمي والإقتصادي) فلو أنهم جاهدوا في هذه المجالات قدر جهادهم في سبيل الخلافة لكان الإسلام أكثر قوة والمسلمون أكثر وحدة فوحدتنا الحقيقية هي بتحقيق مبادئ الإسلام حتى ولو كنا في دول متفرقة .. هؤلاء يحاولون الخروج من واقع مؤلم إلى أخر اكثر إيلاماً يتعلقون بنماذج ولا يتعلقون بمبادئ ولا مشكلة لديهم في ان يموتوا هبائاً . 

أما الصنف الأخير في هذا المقال هو أكثر الأفكار الداعشية - كناية عن تطرفها- التي تثير غيظي , هؤلاء الذين لا يرون الا انفسهم ولا يؤمنون الا بإجتهاداتهم الذين يدافعون عن رأيهم بكل حيلة ولو كان رأي أحمق دون محاولة تمحيصه أو حتى مناقشته , هؤلاء يؤمنون أن ما يقولونه إجماع وما دونه بدعة وكل بدعة في النار من قلة مبتدعة تدخل على الدين ما ليس فيه واثقون ثقة الأغبياء ثقة الذي يسير في إتجاه الجحيم بخطاً ثابته , نعم الثقة أحياناً تكون من صفات الأغبياء حينما تكون اساسها الجهل والتطرف والقطعية في التفكير .

وبناءا عليه فإن وجدت نفسك الأمارة بالسوء تجرك إلى الحكم على الناس أو تجعلك مستعد لإراقة الدماء من أجل نموذج قد أكل عليه الزمن وشرب أو وجدت نفسك من أصحاب الفكر الجامد المتحجر الذي لا يقبل المناقشة فقتل هذه الأفكار لأنها قد تنموا وتأخذك إلى الطريق إلى ((داعش)) عفانا الله وإياكم . 

No comments:

Post a Comment