Friday, January 2, 2015

ونحن في بداية عام جديد!

مررنا جميعاً بسنة على أقل تعبير مرهقة ، وعلى أدق تعبير مخيبة للأمال ولذلك فعليك ان تنسى في بداية كتاب صفحاته ناصعة البياض (كتاب ٢٠١٥) كل ما قد حدث في ٢٠١٤ وأن تبدأ العام الجديد بقدر من التفائل والتفائل هنا مبرر وسببه هو أنه ليس هناك أسوء مما كان ومما صار ولكن أود أن أخبرك عزيزي بأن التفاؤل العشوائي منتهى العبث ، فيجب عليك أن تجيب على أسئلة أهمها على الإطلاق ماذا تريد من ٢٠١٥ ؟ وتضع حدود أدنى لأشياء ترغب أن تحققها في ٢٠١٥ . 

وينسحب هنا هذا السؤال الضروري على الدولة ، التي اعتبر بداية العام فرصة جديدة لها في أن تجيب على سؤال نحن إلى أين ؟ ونحن مع من؟ وإلا فعليها ان تتحمل نتيجة إجتهادات البعض في الإجابة على هذه الأسئلة الأمر الذي قد يخلق بعد ذلك تياراً مناهضاً لك من هؤلاء الذين أيدوك في بداية الأمر وستكون قوة هذا التيار في مناهضة النظام هي نفس قوة تأييده له في بداية الأمر بالضبط ، ومن الضروري أيضاً بالنسبة لوقفة الدولة التي أتمنى أن تحدث لو لم تكن حدثت قبل نشر هذه السطور أن ترسم لنا طريق نمشيه سويا لنصل الى أهداف الشعب التي حددها في شعاره الجامع المانع في ثورة يناير "عيش..حرية..عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية..استقلال وطني " كل ثانية تتأخر فيها الدولة في الإجابة عن هذه التساؤلات ستدفع ثمنها فيما بعد. 

من أهم ما يجب فعله في العام الجديد هو أن تؤمن بأن العالم والوطن مصر والوطن الأم الوطن العربي لم يعد يحتمل جهلاء أو أنصاف متعلمين ، وأنك يجب أن تبدأ بنفسك وأن كيانُكَ وكيانُكِ لا يصنعه وجود شخص في حياتك ولكن تصنعه قيمتك الفكرية ومدى ثقافتك وعلمك ، فحاول أن تكون متفوق في دراستك ان كنت في طور الدراسة وأن تنمي مهاراتك المهنية ان كنت تعمل أو تكتسب لغة أخرى بطرق صحيحة ، لأن العلم كالجهل عدوى ينتقل بين الناس بسرعة .. مصر والوطن العربي والأمة الإسلامية لم تعد تتحمل داعش أو داعش بشرطة ولا مهاويس الجن والسحر ودجالين الفلك والتوقعات ولا اللامنطق واللاعلم الذي يستنزفها يوماً بعد يوم. 


ارتفعت معدلات (التكشيرة) في مصر بشكل لم يكن موجود لشعب يضحك حتى على أوجاعه ، وأصبح الإحباط والسخط سمة بالأخص للشباب ، لذلك فإن ما قام به البعض في ليلة رأس السنة من محاولة رسم البسمة على وجوه الناس مثل جمعية رسالة فعل نريد له أن ينمو وأن يلعب الفن والرياضة والمثقفين دورهم في تحسين الحالة المزاجية ونشر البسمة مرة أخرى على وجوه هذا الشعب المكافح ، يجب أن نعود للحبْ مرة أخرى بعد تعالي أصوات التكفير والتخوين والتحريض ولأن نفسنا لها علينا حق يجب أن تسمو بها عن كل ما يعكر صفوها.  

أسئل الله عزوجل أن ينشر السلام والسعادة في جميع نواحي الأرض ولكل الناس وأن يرزقكم جميعاً سعة في الرزق وأن يمنحكم الله الصحة والعافية وأن يهدي بلادنا الى طريق العدالة والحرية والإستقرار ويجنب بلادنا ويلات الحروب الطائفية والنزاعات المسلحة والإرهاب .. طيبتم وطابت أيامكم وكل عام وأنتم بخير . 

No comments:

Post a Comment