Friday, January 9, 2015

قُتلوا من أجل قائد داعش وليس من أجل قائد المسلمون!


مجلة شارلي ايبدو المجلة التي أصبحت حدث الساعة بعد العملية الإرهابية القذرة التي قتل فيها حوالي ١٢ شخص في العاصمة الفرنسية عاصمة الجمال والأناقة باريس ، حينما سمعت عن الحادث حاولت الوصول الى صفحة المجلة الرسمية لأحصل على معلومات عنها ، منذ الوهلة الأولى ومن النظر الى صور الغلاف وصور الصفحة تعرف أنها مجلة ذات محتوى ضعيف ، وعندما تنظر إلى عدد متابعيها تعرف انها ليست بالمجلة واسعة الشهرة حيث ان عدد متابعيها ١.٢ متابع وهو عدد في عالم التواصل الإجتماعي ليس بكبير ، بجريدة المصري اليوم مثلا له عدد متتابعين حوالي ٤.٥ مليون متابع وجريدة الجارديان البريطانية التي يتابعها ٤.٢ مليون متابع ، والمجلة في عالم مفتوح يسهل فيه النشر والترويج اكثر من الجريدة ، ولكن تحول رئيس تحريرها المقتول إلى بطل وتحولت الجريدة إلى رمز وستستطيع ان تضاعف عدد متابعيها وستستطيع أن تنشر مزيدا من رسومات الكراهية اتجاه الدين الإسلامي وهي لديه مبرر وهو ما طالها من اعتداء إرهابي . 

يقول البعض الذي غالباً يتكلم نقلاً عن شخص قد سمعه أو "منشور" قد قرأه ان ما حدث كان بسبب نشر صور مهينة لسيد الأولين والأخرين محمد (صلى الله عليه وسلم) ولكن هذا الكلام عبارة عن تبرير سخيف وغير حقيقي في نفس الوقت عن ما حدث ، قد تكون المجلة وهي معروفة بعدائها ليس للدين الإسلامي وفقط ولكن للأديان السماوية الثلاثة (١) قد نشرت صوراً للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن أيضاً من يقول بهذا القول يُرجع تاريخ النشر لـ ٢٠٠٦ والبعض قال لي ٢٠١١ (٢) فهل تذكر هؤلاء الذين تقول التحقيقات أنهم فرنسيون من أصل عربي أي انهم عاشوا في فرنسا وتربوا فيها وكانوا هناك في هذا الوقت النبي صلى الله عليه وعلى آله بعد مرور ٩ سنين حسب الرواية الأولى و ٤ سنين حسب الرواية الثانية ؟! 

يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ولو قليلاً حتى لا نكون أعوان للإرهاب ومساعدين للخفافيش الظلام ، الأسبوع الذي سبق العملية الإرهابية نشرت المجلة صورة ساخرة لزعيم داعش "البغدادي" وكتب ساخرة وكأنه يقول "أتمنى لكم الصحة والعافية" وجاء الخبر بعد ذلك بمقتل ١٢ شخص ، لا تدلس ولا تكذب على نفسك أرجوك لكي تبرر جريمة حمقاء مثل هذه الجريمة الغير إنسانية وبالضرورة فهي غير إسلامية . 

ولو سلمنا بمبدأ هؤلاء ، ان ما حدث انتصار للإسلام ونبيه ، فهل من الممكن من الممكن أن يسرد لي البعض بعضاً من الفوائد التي عادت أو ستعود على الإسلام من ذلك؟! أتركني أنا أسرد لك بعضاً منها : المجلة السخيفة في المحتوى المغمورة في عدد المتابعين ستنتشر والأشخاص الذي تقول انها تطاولت على خير الأنام يتعاطف معها العامة من الأوروبيين الآن وعدد متابعيها الهزيل سيزيد ، وعدد المقالات التي ستكتب ضد دينك ستزداد في عموم أوروبا وتيار العنصرية الأوروبية الذي نشأ بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر سيقوى وسيعيش مسلموا أوروبا في هلع ، عدد من الشباب سيهتز ثقته في دينه ومنهم من سيتركه ، والدعوة لغير المسلمين في أوروبا سوف تتوقف بعض الوقت.

القلم لا يرد عليه إلا القلم ، والمسلم ينتصر لنبيه بإتباع خُلقه القويم وسنته المشرفة ويعبر عن دينه ببث مكارم الأخلاق ، والله عزوجل قادر على الدفاع عن نفسه وعن نبيه من المستهزئين لا ينتظر داعش ولا غيرها ، والإرهاب حالة وليس دين ، والإسلام برئ من التطرق بكل أنواعه ومن كل مرتكبيه ، ودعونا نعترف أن أكبر المسيئين للإسلام للأسف مسلمون ، وأن ضحايا العملية الأخيرة قتلوا لنصرة زعيم داعش وليس زعيم المسلمون. 

__________________________________________________________________________________________
(١) 
حسب ما نشر من بعض النشطاء والمهتمين في مواقع التواصل الإجتماعي 
(٢) 
الشيخ الفاضل الحبيب علي الجفري في تدوينة منددة بما حدث قال ان الصور المسيئة نشرت ٢٠٠٦ 
وإحدى الأصدقاء عربي الأصل فرنسي الجنسية قال لي انها في ٢٠١١ 

No comments:

Post a Comment