Thursday, July 30, 2015

سيدي الرئيس : انت لا تصنع حضارة!

سيدي الرئيس دعني أهمس لك بشئ مما في قلبي ، محاولاً تقمص شخصية الناصح ، وممسكاً بقلم يظن انه متابع جيد لما يدور في وطنه
اما بعد ودون إطالة .. سيدي الرئيس انت لا تصنع حضارة
نعم نجحت في توسيع مجرى القناة
ونجحت في تحديث بنية مصر التحتية 
ونجحت في أزمة الكهرباء والطاقة
ونجحت في توفير السلع الأساسية 

ولكنك حتى الآن لم تضع اول حجر في تاريخ بناء حضارة جديدة لحضارة ممتدة لأكثر من سبعة آلاف عاما..عفواً يا سيادة الرئيس ان كان من حولك يخبروك بأن الإستثمار في البنيان هو من سيحل بالخير على مصر فأنصحك بأن لا تستمع اليهم فإنهم لن يفيدونا ولن يفيدوك كثيراً.. فالإنسان صانع البنيان أولى ان تنظر اليه . 

ان كنت تظن بأنك تسلمت بلداً متهالك القوام والبنيان ويحتاج عملية تطوير وتحديث فهذا صحيح ، ولكن هذه مرحلة سطحية من مراحل التفكير ، تؤمن فيها بالظاهر دون ان تبحث عن بواطن القبح الذي أصبحنا نعيش فيه . 

وان أردت ان تعلم ياسيادة الرئيس السبب الرئيسي للإنهيار الذي نعيشه ، هو سبب واحد لا شريك له هو الانهيار الحضاري التي تعيشه مصر ،الذي انعكس على كل شئ حتى خلف هذا الانحدار الاقتصادي والسياسي والديني والثقافي . 

وحل الأزمة يكمن في اعادة بناء حضارة قائمة على ساقين هما العلمّ والتربية ، وانت يا سيادة الرئيس حتى الأن ومن خلال المؤتمر الإقتصادي الذي عقدته في مارس المنصرم ومشروعاتك التي تم الإعلان عنها وخطط حكومتك لم يكن هناك اهتمام ابداً بالإستثمار في التعليم ولا المشاريع الثقافية .. 

ما فائدة مشروعات البنية التحتية والتطوير في الخدمات ان كان المواطنون ليس لديهم الحد الأدنى من التحضر والرقي  ؟ 

يقيناً أقول لك ان أي تنمية غير مبنية على أسس العلم والتربية (الحضارة) ستكون كالزبد الذي بالتأكيد يذهب هباءاً ، وليس كلامي هذا يدعوا الى ترك التنمية والتطوير ولكن لتحديد الأولويات الوطنية المتمثلة في بناء قاعدة حضارية يقوم عليها تنمية اقتصادية واجتماعية .. ولأن العقود الأربعة المنصرمة التي كلفت مصر كل هذا التأخر لم تعطيك الفرصة للتتخير بمن تبدأ أولاً ولكن وضعتك في تحدي ان تقوم بإعادة بناء دولة جديدة متطورة على أسس حضارية أخلاقية معا في وقت واحد . 

سيدي الرئيس المواطنون والدولة والقوى السياسية أصبحوا يعيشوا في درجة متدنية من الإنسانية ، بل وبعضهم اصبح يعاديها فقط لأنه يرى ان المتحدثين بها مدعين

سيدي الرئيس الشهادة التي يحصل عليها الطالب الجامعي ليست دليل على أنه تعلم .. أصبحت مستند كشهادة الميلاد وشهادة الوفاة والبطاقة الشخصية ، وظيفتها الوحيدة ان تعلق على الحوائط من أجل الشو ، ولكنها لا تغير في شخصية الحاصل عليها قيد أنملة . 

سيدي الرئيس المصريون فقدوا حاسة الشعور بالجمال لإنتشار القمامة في كل سنتيمتر حولهم ، وأصبحوا لا يرون مشكلة في التعايش معها . 

سيدي الرئيس التحرش والعلاقات المحرمة في تزايد دائم .. والدين تحول الى دمية في يد المتطرفين والمتسيبين .
 
سيدي الرئيس في القرن الواحد والعشرون ولم يتقبل مجتمعنا وجود علاقة متزنة سليمة تخلو من الهواجس الجنسية قائمة على اسس إنسانية أخلاقية ودينية بين الرجل والمرأة تصنع مجتمع صحي ومتزن .

لن يحل تحول أخلاقنا وعادتنا الى هذا المسخ ، دون ان نتعكز على عصا العلم والتربية ونضخ فيها مجهودنا واستثمارتنا ونقف جميعاً دولة ومجتمع مدني من أجل هدف واحد وهو اعادة بناء المواطن المتحضر .. صدقني هذه المرة ولا تصدقهم توسيع القناة ومشروعاتك الإقتصادية ليست وحدها الحل رغم اعترافنا جميعاً بأهميتها . .. هذه مسئوليتكم امام الوطن والمواطن والتاريخ . 

No comments:

Post a Comment