Friday, June 13, 2014

مجتمع النفاق !

فليسمع كل من يهمه الامر ما دمنا قد قررنا ان نرفع رأسنا من الرمل ونواجه مشكلة مجتمعية مثل مشكلة التحرش يجب ان نلقي الضوء على مجتمع الظواهر ، الذي اصبح بلا جوهر .. هذا الذي يهتم بالشكل اكثر من المضمون حتى وصلنا الى منحدر غاية في السوء .. 

ينظر المجتمع الى قضية مثل الحجاب نظرة سطحية للغاية ربما تبتعد عن الدين حتى لو تمسحت فيه فصار الأب يلزم البنت بلبس الحجاب حتى "لا يأكل الناس وجه" وصارت الفتاة ترتدي حتى لا ينظر لها احد على انها عديمة الأخلاق .. فصار هو مقياسا للأخلاق حتى ولو كانت من ترتديه فاسدة وصار عدم ارتدائه مقياسا على انعدام الأخلاق حتى ولو كانت من لا ترتديه تمتلك الجوهر والمضمون ومن هنا منذ ان تعلق الامر بكلام الناس اكثر من كلام الله ظهر لنا حالة من النفاق تتجلى في ان البنت من الممكن ان تخلع الحجاب في الحفلات والأفراح لانها لم ترتديه عن اقتناع ولم تشعر بأهميته وقدسيته لانه اصبح جزء من العادات الاجتماعية وليس جزءا من الدين .. ربما لو جئنا بعينة عشوائية لـ١٠ فتيات مسلمات ووجهنا لهم سؤال عن فوائد الحجاب التي ابرزها العلم او لماذا امر الله المرأة بالحجاب ؟ . . لوجدنا ان ٧ من الـ ١٠ لا يعرفون ، لانه اصبح ظاهرة اجتماعية وليست دينية ارتدائه من عدمه متعلق بكلام الناس .. لو نظرنا الى المسلمات الذين اسلموا عن اقتناع في مجتمعات غير مسلمة وارتدوا الحجاب محاربين الأهل والمجتمع ومدى معرفتهم بفضله وتمسكهم به لعلمنا الفرق بين التدين والنفاق  .. 

يجب هنا ان ابرز نقطة معينة انني لا أحلل خلع الحجاب - لا سمح الله - فمن انا كي احرم ما حلل الله او أحلل ما حرم الله عزوجل .. والتوضيح هذا لهؤلاء الذين اذا اختلفت عنهم كنت تاركا لدينك مفارقا للجماعة حتى لا يُحمل احد كلامي على أكثر مما يحتمل وجب التنويه .. ولكن اتحدث في نقطة معينة محددة أرجو ان تصل الى الأذهان هو انه لو اهتمت الأسرة المصرية بتربية النشئ تربية سليمة على أسس دينية وأخلاقية مثل ما اهتمت بمسئلة الحجاب (كمظهر اجتماعي) لأصبح المجتمع مختلف للغاية وغابت الأمراض التي نعاني منها اليوم .. 

للاسف اهتمامنا بالظواهر حتى لو كانت مهمة فاق اهتمامنا بالجوهر ،  في حين ان صحيح الاسلام يهتم بالقلب والنية اهتماما بالغا ويعظم من مكارم الأخلاق .. فحين وصف الله عزوجل رسوله لم يصفه بالكرم ولا بالجود ولا بالبسالة في الحرب وكل هذه الصفات كانت تتوافر في النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه قال عزوجل "انك لعلى خلق عظيم" وحينما بشر الرسول صلى الله عليه وسلم طائفة من المسلمين بالقرب منه يوم الدين بشر ذوي الخلق فقال صلى الله عليه وسلم " أقربكم مجلسا مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" . 


الشاهد من الامر في النهاية مسئلة الحجاب هي مثال وليست القضية ، القضية هي تقديس الظواهر وإهمال الجوهر وعلاقته بالأمراض الإجتماعية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي وأن الاولى في تربية الطفل والبنات والشاب هو ان نعلمه ان الدين هو أخلاق وتهذيب وأمانة وصدق ومحبة قبل ان نعلمها الظواهر .. هل تعلمنا الدرس ام لم نتعلمه بعد ان ما نحن فيه نتيجة مجتمع منافق يقدس الظواهر ؟ ، نحن في حاجة شديدة الإلحاح لضبط الخطاب الديني وإصلاح التعليم وإقامة مؤسسات ثقافية قوية حتى نبني مجتمعا صلباً قوياً ومعالجه من الأمراض النفسية والظواهر السلبية التي حلت به. 

No comments:

Post a Comment