Wednesday, June 18, 2014

امبراطورية التحرش من التأسيس إلى السقوط



(١) 
عصر ما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ هو بداية امبراطورية التحرش ، حيث وصل إلينا من مقال كُتب سنة ١٩٣٢ بقلم الاستاذ فكري اباظة وهو يهاجم فيه تدهور أخلاق الشباب ، ان هناك شباب يتعمدون الوقوف على رصيف محطة ترام بالقرب من المكان المخصص للنساء ، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها وبكل صفاقة وقلت ذوق يقول لها " بنسوار يا هانم" 

(٢) 
عصر ما بعد ثورة يوليو ، حيث ظهرت عدة سمات في هذا العصر : 
١- تعقب الشاب للزميلته اثناء خروجهم من المدرسة
٢- ظهرت كلمات جديدة مثل "يا جميل " ووصفها بكلمات مثل "يا قمر" 
٣- محاولة شد انتباه بنت الجيران 
ويقول المؤرخون انه كان هناك تهكم من المجتمع على الشاب الذي يتفوه بمثل هذه الكلمات .. علل؟؟ 
بسبب ان الرجال كان لديهم نخوة والنساء كان لديهم حياء 

(٣) 

عصر الانحدار ، وتميز هذا العصر بظهور ممارسات عنيفة اتجاه المرأة ومن هذه الممارسات : 

١- وصفها بألفاظ نابية
٢- محاولة وصف اجزاء من جسدها بطريقة وقحة 
ويرجع هذا لعدة أسباب : 

بدأ دور الاسرة بسبب بحثها الدائم عن توفير حياة لائقة لأولادها - 
تراجع دور الدولة في توفير فرص عمل للشباب 
عدم قدرة الشباب المالية على الزواج 
انهيار المنظومة الأخلاقية بعد سيطرة المادة على الحياة المصرية
تراجع دور المؤسسات الدينية

(٤) 
عصر الإضمحلال ، حيث انهار كل شئ : 
١- انهار الخطاب الديني 
٢- انهار التعليم المبني على بث القيم الأخلاقية
٣- ظهور خطاب ديني يُحقر من شأن المرأة 
٤- انهيار المنظمومة الأخلاقية
٥- انحدار المكون الثقافي في السينما والغناء 
فظهرت عدة انتهاكات وعنف ضد المرأة اهم صورها : 

١- إيذاء المرأة بدنياً 
٢- ارتفاع معدلات التحرش اللفظي 
٣- تحيز الدولة ضد المرأة والتعنت عند تقديمها بلاغات ضد المتحرشين
٤- انتهاك جسد المرأة بشكل بشع وكأنها ليست إنسانة 

(٥) 
عصر انهيار امبراطورية التحرش من (٢٠١٤-٢٠٢٠) : 
شعرت الدولة المصرية والمجتمع المدني وجموع الشعب بمعاناة المرأة ، وأعلنوا استراتيجية وطنية لمكافحة التحرش تعمل على : 
١- عودة المؤسسات الدينية للممارسة دورها بكل قوة 
٢- عودة المؤسسة الثقافية المصرية ببث القيم والأخلاق من خلال شاشات السينما وجميع صور الفن والتأليف والنشر
٣- سن قوانين رادعة ضد التحرش والعنف ضد المرأة بكل صوره وأشكاله 
٤- حملة إعلامية كبرى لمواجهة التحرش وتوضيح دور المرأة في المجتمع 
٥- ضبط الخطاب الديني وتوضيح دور المرأة في مختلف الأديان والعصور
٦- اعتبار قضية العنف ضد المرأة قضية امن قومي يجب ان تلقى عناية 
٧- تعديل مناهج التعليم وخلق تعليم عصري يرفع من مستوى الطالب الأخلاقي 
٨- رفع مستوى الشعب الإقتصادي والإجتماعي 

وهنا تكون نهاية امبراطورية التحرش ، كأقذر واحط وأقبحها امبراطورية في التاريخ ، وعادت مكانة المرأة كما يليق بها ، وعادت الرجولة والشهامة للرجال هذه الدولة ، وعاد الدين والأخلاق للمواطنين كافة .  

No comments:

Post a Comment