Sunday, June 29, 2014

خواطر رمضانية

كان يمر علي هذا الشهر الكريم كل عام ، وكنت اقرأ القرءان ولكن اعترف انه كان دون تدبر ، كان شئ يشبه مسايرة الحدث الذي من ضمن مظاهره تلاوة القرءان .. ولكن هذه السنة عقدت النية وأعلنت العزم على تدبره ، ولكن وجدت شيئاً غريباً هو انني أنجز عدد صفحات اكثر بكثير من تلك التي كنت أنجزها في السنوات السابقة ، وسألت نفسي لماذا؟ وجدت الجواب حاضرا لاني الان استمتع برواية القرءان لقصص الأولين كما روى قصة بني اسرائيل وبعض من صفاتهم وقصة جالوت وطالوت وروى قصة ظهور المسيحية منذ مولد عيسى ابن مريم ونزوله على بني اسرائيل وإيمان الحواريين به 

وتزداد متعتك عندما تتعمق الى الآيات التي تهذب من أخلاق المسلم فيقول القرءان الكريم في سورة البقرة "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها آذى" وهو منتهى الانسانية حيث حافظ الاسلام على شعور الانسان الفقير ومنع انتهاك كرامته حتى لو كنت تعطيه صدقة وهو محتاج 

ان القرءان مزيج طيب بين قصص الأولين بطريقة فصيحة بليغة واضحة ومكارم الأخلاق التي يهذب بها المسلم وضبط لكل المعاملات اليومية التي يتعامل بها الفرد المسلم والمجتمع من تدبره احبه ومن يحب قصة جميلة او رواية يمكث في قراءتها ساعات طويلة فما بالكم بكلام الله عزوجل ؟

لعلني قد توقفت كثيرا عِندَ آيتين ، أولهما هي قول الله عزل وجل "فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعنِ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن اسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد " وسبب توقفي عند هذه الآية هو اننا عانينا السنة الفائتة من أناس ظنوا انهم قضاة وليسو دعاة ظنوا انهم ملكوا صكوك الجنة ومفاتيح النار . 

ولو نظرنا الى هذه الآية انها تحدد دور الفرد المسلم في "البلاغ" وتخبره بأن الله "بصير" بالجميع ، وهو الحكم في النهاية فإن انتهى دورك فلا داعي ان تتطفل على دور الله عزوجل في الحكم على عباده وخلقه ، لو صار كل مسلم على هذه القاعدة هي "التبليغ" ويترك امر للعباد بعد ذلك لله عزوجل لأختفت فتاوى التكفير ولتأصلت روح التسامح وقبول الاخر وارتفع شأن الوحدة الوطنية . ولكن يجب ان يتقن كل مسلم التبليغ هو لا يحتاج الى أطنان من الكتب وآلاف من المؤلفات وإنما يحتاج الخلق الحسن وحسن التعامل الذي يصلح من صورة الدين الذي أفسدوا بعض من ينتمي اليه . 

اما الآية الاخرى فهي " ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " وتعريف الحكمة هو العلم المكتسب بالتعلم او بالخبرات الحياتية.. لهذه الدرجة يهتم الاسلام في العلم .. نعم فقد اعتبرها خيرا كثيرا ، وهذا ما توصلت اليه المجتمعات المتحضرة هي انها لم تتقدم بالدجل وإنما "بالعلم" الذي يفيد السياسية والاقتصاد والاجتماع وينشئ اختراعات جديدة ، ويؤكد حرص الاسلام على المدنية حيث التنافس والاختراع والاكتشاف والتعلم .. ولكن وقد قلنا ان المجتمعات المتقدمة التي لا تؤمن بالمصحف قد أدركت هذه الحقيقة وتقدمت اذا أين المسلمون ؟ وبكل اسف انهم في مأزق شديد يتناحرون على أتفه الأمور ويتركون أكثرها أهمية .. 

في النهاية أسئل الله عزوجل ان يلهمنا حسن الصيام والقيام وتدبر القرءان وان يصبر المجندين في الجيش الوطني والشرطة المدنية وضباط المرور والعمال الذين يشتغلون في وهج الشمس وهم صائم وان وان يضاعف لهم آجرهم يوم القيامة ، وان يرزق كل محتاج وان يلطف بسجناء الرأي وزويهم ويرحم شهدائنا جميعا .. لا تنسونا من صالح دعائكم .  

No comments:

Post a Comment